الشارع الرئيسي في الخليل، بالماضي والحاضر

قام 35 عام من الاحتلال بتغيير مركز الخليل ب- 180 درجه. مركز البلده الذي كان يضج بالحياه، وبه اليهود والفلسطينيون يبيعون ويشترون ما يريدون، مهجور الآن تماماً وممنوع للفلسطينيون التجول هناك، والشخصيات الرئيسيه المتواجده هناك هم جنود اسرائيليون

חברון (צילום: תמרה אפרת)
חברון (צילום: תמרה אפרת)
26 באוקטובר 2017

 

לקריאת הכתבה בעברית | Read this article in English 

تشرين الثاني 1972. على مدار سنوات كانت الخليل مدينة مختلطة حيث عاش فيها المسلمون واليهود معا. لكن اليهود اضطروا لمغادرتها على أثر الأحداث التي نشبت عام 1929. بعد حرب الأيام الستة عاد المستوطنون إليها ثانية وتمكنوا  من جلب مصالح تجارية كبيرة إليها مثل تنوفا وكذلك بنوا في عام 1970 بمحاذاة المدينة مستوطنة سموها كريات أربع ونقلوا إليها المستوطنين الذين كانوا في الخليل. وهكذا في عام 1972 أصبحت الخليل، مرة أخرى، خالية من اليهود. كانت المدينة مركزا تجاريا عاما للضفة الغربية حيث عملت فيها جنبا إلى جنب أسواقا كسوق الفاكهة والخضار، سوق اللحوم، سوق الدجاج، سوق البهارات وسوق الذهب، تمركزت جميعها في شارع الخليل الرئيسي، شارع الشهداء الذي كان يعج بالناس يوميا، حيث كان المستوطنون بالرغم من الاحتلال ومن الأجواء المعادية، يتسوقون في هذه الأسواق أيضا.

Hebron city center (photo: (Tamara Efrat
Hebron city center (photo: (Tamara Efrat

تشرين أول 2017. تسللت مجموعة من المستوطنين في عام 1979 بالرغم من وجود الجيش الإسرائيلي هناك، إلى بيت في المدينة، لكن الحكومة لم تقرر إخلائهم منه ، وهكذا تجدد الاستيطان في المدينة. لقد ازداد التوتر بين اليهود والعرب خلال الانتفاضة الأولى حيث وصل إلى أوجه عند وقوع المذبحة في الحرم الإبراهيمي عام 1994. قامت إسرائيل والسلطة الفلسطينية بتقسيم المدينة وفرضتا قيودا مشددة على حركة 850 مستوطنا وعلى 200 ألف فلسطينيا بشكل خاص حيث يتعذر علي الفلسطينيين السير في شارع الشهداء. وهكذا تحول مركز المدينة الذي كان يعج بالحياة إلى مدينة أشباح حيث تم جراء ذلك إغلاق ما يقارب 2000 مصلحة تجارية، فأخذ الغبار يعلو البسطات هناك، مخلفا ألاف الناس بدون مصدر رزق، بينما تم حبس من بقي من الفلسطينيين في البيوت المطلة على الشارع بواسطة إغلاق شرف بيوتهم  بأقفاص حديدية ولحم مداخل أبوابها أيضا. وهكذا لن يجد الزائر في هذا الشارع سوى جنودا يتجولون فيه، ومستوطنين يشيدون بهؤلاء الجنود، ومتجولين تحضرهم المنظمات المختلفة، مثل  "شوبريم شتيكا" التي تسعى لنقل الواقع البشع الذي خلقه الاحتلال والذي يدفع ثمنه الفلسطينيين وكذلك المجتمع الإسرائيلي الذي يرسل شبابه لكي يحافظوا على بقاء هذا الواقع.

تصوير المصدر: موشيه ميلر