Apo and the Apstoles لا ينوون الغناء عن الصراع

المغنّي الرئيسي يسكن في القدس وباقي العازفين في الضّفة الغربية، وإمكانيّة إقامة حفلة مشتركة ممكن أن تعدَّ نجاحًا بالنسبة لهم. اليوم الفرقة الفلسطينية (Apo and the Apstles) تسمح لنفسها أن تحلم بعرض في مهرجان "چلاستونبري"

Apo and the Apostles
Apo and the Apostles
26 באוקטובר 2017

عندما تسأل أَپو سهجيان، قائد فرقة (Apo and the Apstoles)، كيف بدأت قصّة الفرقة؟ جوابه يشبه بداية من بدايات الأفلام؛ مجموعة من القدس وبيت لحم تَشَارَكُوا مع عازف أسترالي وآخر كندي من أجل أن يعزفوا في مهرجان البيرة بقرية الطيّبة بجانب رام-الله عام ٢٠١٣. وخلال أسبوعين ألّفوا عشرة أغاني، وخلال أقل من سنة أصدروا أغنيتهم المشهورة "باجي وينك". لكن وللحقيقة مثلما لكل فيلم مشكلة، للفرق الفلسطينية أيضّا مشكلة! وهي حريّة التنقل.

"أنا من حارة الأرمن في القدس"، يقول سهجيان، وهذه الحارة اليوم يقطنها أقل من ألف شخص، بينما في ذروة ازدحامها سنوات الأربعين كان يسكنها أكثر من ١٥ ألف شخص. "فراس حرب وبيير طويل من بيت لحم. عازف الچيتار الخفيض الأول كان اسمه جوال ثروب وهو من أستراليا، بينما أخذ مكانه أمير هندال عام ٢٠١٥. كريم مرقص عازف الچيتار الأول في الفرقة وهو من كندا، يقضي أغلب أوقاته بعيدًا عن البلاد، لكنه يعزف معنا أحيانًا، أما في باقي الأوقات يعزف معنا عازف محلّي واسمه ڤيكتور قوّاس. اسم الفرقة (أپو والرسل) صدر عندما مازحني أفراد الفرقة وقالوا بأنني قائدٌ قلبه طيّب ويحمل هدفًا ورسالة".

>> לקריאת הכתבה בעברית
>> To read this article in English

كيف تصف لنا موسيقى الفرقة؟

"هذه موسيقى الفرح، روك للحفلات، وهناك فرق بين أغاني الستوديو وأغاني الحفلات التي نقدمها. بشكل عام هذه الموسيقى ولدت من أجل أن تدفعك إلى الحركة والرقص وأن تشعرك بالفرح- موسيقى "ما بعد السبت". ومع هذا لدينا بعض الأغاني المنفردة ونحاول دائما التجديد والتوسّع. أنا أتكلّم اللّغة الإنجليزية والأرمنية والعربية وأيضًا العبرية، كذلك أعضاء الفرقة الآخرين يجيدون أكثر من لغة واحدة. وأغانينا تُكتب بأكثر من لغة، والآن لدينا أغنية جديدة بلغة جديدة اخترعناها بأنفسنا".

ما هي سيرورة العمل الإبداعي في الفرقة؟

"كلنا نكتب سويًا الألحان والكلمات. أنا الملحّن الأساسي، واذا كانت كلمات الأغنية باللغة الإنجليزية فأنا أكتبها، أمّا إذا كانت الأغنية بالعربية فأنا ألحّنها فقط والكلمات يكتبها فراس، وأحيانا ڤيكتور. بشكل عام تتكون عندي أفكار كاملة عن الأغنية في ذهني، ومن ثم نلتقي لسهرة عزف تلقائي ونرى كيف سوف تسير الأمور، وأحياناً هذا اللقاء يأخذنا بشكل طبيعي لإصدار أفكار أخرى على الاطلاق. أحيانا نفكّر سوياً، مثلًا أغنية "لينا" كتبتها أنا وفراس وبيير عندما كنّا نشوي اللحم".

ما هي مضامين الأغاني؟

"حب من الماضي، مع موجة إيجابية".

تحديد حرية الحركه يجعلهم أكثر إبداعاً. Apo and the Apostles
تحديد حرية الحركه يجعلهم أكثر إبداعاً. Apo and the Apostles

ماذا بشأن السياسة والصراع الفلسطيني-الإسرائيلي؟

"كلّا، نحن ملتصقين بفكرة أغاني الحب من الماضي- حتى في هذا اللقاء وأيضا في أغانينا".

أين تسجّل وتصوّر الفرقة أغانيها ؟

"نحن نسجّل أغانيا في بيت لحم، وهنا يوجد ستوديو جديد وبجودة عالية وأسعاره مقبولة. أمّا تصوير الأغاني يكون بمناطق عديدة فعلى سبيل المثال أغنية "باجي وينك" تم تصويرها بالقدس، رام-الله، أريحا وبيت جالا. صوّرنا أيضا أغاني في مجدل شمس. والأغنية الأخيرة (I Left Long Ago)، صوّرناها في البحر الميّت، وعلى شط البحر قريباً من يافا، وفي البلدة القديمة بالقدس. لكن بالمجمل من الصعب الحصول على أماكن جيّدة للتصوير حتى في الداخل وأيضا بالخارج، لأننا لا نستطيع الوصول للعديد من الأماكن. لذلك نحن مجبورين أحيانًا على أن نصوّر في نفس الأماكن، وفي نفس الحانات، وأحيانا يجب أن نكون مبدعين جدًا من أجل صنع مشاهد جديدة.
صوّرت بعض الأغاني بنفسي، مثال على ذلك أغنية "في الزمان"، لكن في باقي الأغاني تشاركنا مع مخرجين محليين".

ما هي التحدّيات والنجاحات الكبيرة التي واجهت الفرقة حتى الآن؟

"التحدّي هو بلا شك محدودية التحرّك والتنقّل، تصلنا عروض من جميع البلاد، لكن أعضاء الفرقة بحاجة لتصاريح من أجل الدخول إلى إسرائيل، ولهذا السبب أحيانا كثيرة اضطررنا لتأجيل أو إلغاء العديد من الحفلات.
أما النجاح الأساسي هو عندما نستطيع أن نعرض سويا، العديد من الناس تأتي، وعندنا جمهور رائع وهذه سعادة كبيرة".

هل وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في نجاح الفرقة؟

"هي ساهمت وأيضا أثّرت سلبيا، فوسائل التواصل الاجتماعي ساعدتنا على نشر معلومات وتفاصيل عن حفلاتنا للجمهور، ولكن أيضًا لو لم تكن هذه الوسائل موجودة لربما كنّا جنينا بعض النقود- فاليوم الناس لا تشتري الألبومات من الأسواق، إنهم يستمعون إلينا مجانًا عبر اليوتيوب ولدينا عدد كبير من المشاهدات. لكن عندما وقّعنا عقدًا مع قسم الشرق الأوسط في شركة يونيفرسال لتسجيل ألبومنا الجديد، قالوا لنا من الآن وصاعدًا الأرباح تأتي من كمّية المشاهدات على الإنترنت وليست من بيع الأسطوانات. وبالنسبة للموسيقيين هذا صعب جدًا، من أجل أن تجني بعض الأرباح فأنت بحاجة لجمهورٍ غفير. مع الوضع الراهن يبدو أن الطريقة الوحيدة لجني بعض المال هي فقط بيع البطاقات للحفلات. ولذلك نحن نكسب لقمة العيش بطرق مختلفة، ما عدا بيير حيث يستطيع كسب رزقه من العمل فقط بالموسيقى لأنّه يدرّس في أكاديمية بيت جالا ويعزف أيضا بفرق أخرى".

"نكون غارقين في الموسيقى عند العرض" (تصوير: طارق كرام)
"نكون غارقين في الموسيقى عند العرض" (تصوير: طارق كرام)

أين كانت عروضكم؟ وهل واجهتم أيّة مشاكل في هذه العروض؟

"حتى الآن عرضنا في بيت لحم، القدس، رام-الله، بير زيت، يافا، تل-أبيب، الناصرة، مجدل شمس، الأردن، فرنسا وهولندا. لم نواجه أيّة توجهات عنصرية في عروضنا، وحتى لو هذا حصل، لما أدركنا ذلك لأننا نكون غارقين في عالم الموسيقى عند العرض".

ما هي المرحلة القادمة؟

"نحن نخطط لإصدار ألبومنا الأول باللغة الإنجليزية فقط واسمه: (Saving a Dead Sea). نحن نعمل على هذا الألبوم منذ ما يقارب العام وسوف يصدر في هذا الخريف. نعمل أيضًا على بعض الأغاني الجديدة باللغة العربية من أجل جمهورنا المحلّي. كان من المفروض أن يكون لنا صيفًا مليئًا بالحفلات لكن اضطررنا لإلغاء العديد منها بسبب أزمة الأقصى. في شهر يوليو عرضنا في مدينة رام الله بمهرجان "ليالي صيف". وفي شهر سبتمبر الفائت عرضنا في القدس وبيت لحم، وفي هذا الشهر كانت لنا عروض في كلٍّ من شفاعمرو، مجدل شمس، حيفا، ونخطط أيضاً لعروض في جميع أنحاء العالم. وسوف نكون أكثر من مسرورين بحال عزفنا يوماً ما في مهرجان (چلاستونبري)، على منصّة الهرم، هذا هو الحلم!".