قطار طعام على الطاقة الشمسية في فلسطين

قطار يعني توق للحركة توق للحرية، طعام من حق الجميع، طاقة شمسية بلا حدود!

palastine-food-truck-getty
palastine-food-truck-getty
26 באוקטובר 2017

قضى خلدون البرغوثي ثماني سنوات في السجن الاسرائيلي، امَا عبد الرحمن بيبي قضى تسع سنوات، مدَة كافية لتعلّم أي شيء إن وددت. كانت تستهويهم فكرة الطبخ مع أنهم من حاملي الشهادات، ولكن النظام مُحكم داخل السجن، لا مجال للفوضى وكل له دوره في سيرورة حياة لسنين لا شمس فيها. أحيانا كانا يطبخان لأسرى يصل عددهم الى 1200 أسير، تعرّفاعلى ثقافات عديدة في الطعام الفلسطيني، السنين تلك كانت كافية للخبرة والتعلم والإتقان.
جاءت الفكرة قبل ما يقارب سبعة شهور من الإفراج عنهما، بدأا يفكران ماذا يمكن أن يفعلان بعد الحرية؟ هذا الهمّ لا يشعر به الا الأسرى المحررون. خلدون وعبد الرحمن بقيا يتساءلان: "ماذا ينتظرنا خارج السجن!؟ كنا نرفض فكرة وجود مطعم داخل جدران، وليس هذا فقط، نريده صديق للبيئة يعمل بالألواح الشمسية، حيث لا قيود للطاقة، نرفض فكرة المحدودية، فكان قطع الكهرباء والطاقة عنّا في السجن نوع من أنواع العقاب".

Read this article in English

לקריאת הכתבה בעברית

פודטראק רמאללה. צילום: גטי אימג'ס

تحولت الفكرة الى واقع في كانون ثاني عام 2016. رحبّت إدارة المشاريع في وزارة الأسرى في الفكرة و دعمتها وزارة المواصلات ثم حصلا الاسيران على الدعم المادي من البنك الإسلامي العربي بقيمة 40 ألف دولار واشترا الشاحنة. بدأ الناس من حولهم يستهجنون الفكرة ولكنهما متعودان على المغامرة، لا على الخوف.
قاما بتنفيذ جزء من العمل بأنفسهما مثل الدهان حيث اختارا الوان مليئة بالبهجة وتجنبَا اللون البني، لون ملابس الاسرى. في القطار، يقدَمان الساندويشات السريعة مثل مسحب، زينجر، فاهيتا، شنيتسيل، بيرغر، نقانق، أجبان، لبنة، حبش، روست بيف، بطاطا، سلطات بأنواعها ومشروبات خفيفة. "نسعى الى التحسين والتطوير دائما، غيّرنا بعض الأصناف وأضفنا وحذفنا بعضها الآخر، لدينا زبائننا الدائمين ينتظروننا كل ليلة في مكان الاصطفاف، أصبحنا نعرف ما هي الأصناف الأكثر طلباً ومبيعاً".

 

פודטראק רמאללה. צילום: גטי אימג'ס

أكلة ولفّة

فكرة تنفيذ الألواح الشمسية على جسم متنقل كانت تحدَيًا ولهذا استعانا بشركة تقنيَون، "أعدنا صنع اجزاء منه عدة مرات حتى يتناسب مع متطلباتنا تماما، البطاريات، الوزن، الحجم، الحركة، كل شيء كان تحت دراسة مهندسين، وتم فحص وترخيص المركبة من وزارة الصحة والدفاع المدني، وقمنا بجولة تجريبية طويلة للتأكد من سلامة "قطار الطعام"! أحد الأطفال سألني عندما رآه أول مرة "هل يطير قطار الطعام؟"
"نحن الآن خمسة عاملين نقسم ادوارنا واوقاتنا، أحيانا الوردية الليلية الأخيرة متنقلة لأننا ما زلنا نبحث مع بلديتي رام الله والبيرة عن أماكن الاصطفاف المناسبة في وسط المدينة، لأن الأزمة والأرصفة والمصفات تشكل صعوبة كبيرة جداً لنا، والبلديات ما زال لديها هاجس وخوف من المشروع وتحوله الى ظاهرة!"
ولا ينام القطار السعيد الا بكامل نظافته وجاهزيّته للعمل في اليوم التالي.
"نحلم بتحقيق مشروع آخر بمركبة أخرى باسم "أكلة ولفة"، تستطيع طلب طعامك ونحن نصنعه لك في مطعم متنقل، وتتناوله وانت تتجول في مدينة رام الله وما حولها، أو بمسار معيّن لم يُحدد بعد، هي ما زالت فكرة، والصعوبات الفنية جمّة، الشوارع غير مؤهلة لمسارات وجولات مثل هذه، بالإضافة أننا نبحث عن باص ذو طابقين، ولا نعرف اذا كان هذا ممكناً ولكن لا شيء مستحيل. نتمنى تحقيق حلمنا التالي خلال سنة".

"كنا محظوظين بإيجاد هذه الفكرة وبنجاحها، الغالبية العظمى من الأسرى المحررين يصطدمون بالواقع الفارغ حيث لا نظام ولا خطه مستقبليه"